محدودية حواس الانسان
البوم حباها الله القدرة على الرؤية الليلية وهذا ما يعجز عنه الانسان |
أ.د./ عبد الباسط محمد سيد
يتميز الإنسان عن غيره، ليس بغرائزه، ولا بحاجاته العضوية ولا بقدراته البدنية، ولكن بما فيه من ( روح) وهو هدف دائم للغزو من أصغر الكائنات على الأرض من بكتريا وفيروسات وطفيليات، كما أنه لقمة سائغة للشرس من الوحوش والأسماك.
الإنسان جسد ضعيف محدود القدرات والإمكانيات، حواسه مقيدة محدودة، ولكنه مع كل ذلك استطاع أن يصبح بآلاته أقوى المخلوقات وأسرع المخلوقات وأحدها يصراً وأقواها سمعاً تحملاً وأبعدها انطلاقاً، كل حيوان تقيده إمكانياته البدنية، فهذا يعيش في الصحراء وذاك في الماء وآخر في الهواء، ولكن الإنسان أصبح يوجد في كل مكان من الأرض بما آتاه الله من إمكانيات حين نفخ فيه من روحه )فتبارك الله أحسن الخالقين ([آية 14 / سورة المؤمنون].
فالإنسان ذو بصر محدود، إذ لا يمكنه الرؤية إلا في حدود مكونات الضوء الأبيض وهي الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر والأزرق والنيلي والبنفسجي، وما ينتج عن اختلاطها ببعضها من ألوان متعددة، أما ما تعدى حدود ذلك من موجات ضوئية فلا يستطيع الإنسان أن يميزها، فالأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والأشعة السينية ( أشعة إكس ) وأشعة جاما وغيرها لا تدركها العين البشرية، بينما تستطيع بعض الطيور والحيوانات أن ترى الأشياء عن طريق الأشعة تحت الحمراء مثلاً، مما يمنحها القدرة على الرؤية في الظلام الدامس.
مما لا يتوفر للإنسان، فالبومة والصقر والحصان مثلاً كل منهم يستطيع تمييز الأشياء في الظلام، فترى البومة الحشرات والحيوانات الصغيرة في ظلمة الليل بسهولة ويسر، ويستطيع الحصان أن يسير في ظلمة الليل ملتزماً طريقه، بينما يتمتع الصقر ببصر تلسكوبي حاد يمكنه من تمييز هدفه بين الأعشاب على بعد مئات الأمتار، بينما ترى نحلة العسل الأزهار بالضوء فوق البنفسجي مما يجعلها أكثر جمالاً وأزهى ألواناً في نظرها.
والإنسان وإن كان له عينان فقط إلا أن كل عين تستقبل صور الأشياء بواسطة عدد كبير من الخلايا المتخصصة، والتي تأخذ الشكل المخروطي أو الشكل العصوي، إذ لا تحتوي العين البشرية الواحدة على حوالي مئة وخمس وعشرين مليوناً من الخلايا العصوية (rods) بالإضافة إلى حوالي ستة ملايين من الخلايا المخروطية (cones) وهي خلايا مهيأة لاستقبال الضوء في حدود موجات الضوء وفي حدود ضيقة من قوة الإضاءة.
وبالمقارنة بالحيوانات والحشرات والطيور فإن المعروف أن عدد عيون الحيوانات تتراوح بين عينين إلى عدة آلاف، فالعنكبوت مثلاً له ثمانية عيون، ومع ذلك فبصره ضعيف جداً بالنسبة لغيره.
أما الثعبان: فله عينان قصيرتا النظر تحتوي كل عين منهما على عدسة جامدة تتحرك للأمام أو للخلف لتركيز الصورة على شبكة العين، بينما تتركب عين الحشرة المسماة بالرعاش من خمس وعشرين ألف عدسة، وهكذا تتفاوت حدة النظر وإمكانيات كل حيوان بقدر ما أودع الخالق سبحانه وتعالى في تركيبه من إمكانيات، ويقف الإنسان بينها موقفاً وسطاً فلا هو بأحدها بصراً ولا هو بأضعفها بصراً، ولكن إمكانياته في هذا المجال تتناسب تماماً مع احتياجاته وتلائم قدراته الأخرى.
وأما بالنسبة للسمع فإن الأذن البشرية ذات إمكانيات محدودة، حيث لا تستطيع الأذن البشرية تمييز الأصوات ذات التردد أو الذبذبات التي تقل عن حوالي عشرين ذبذبة في الثانية، أو التي تزيد عن حوالي عشرين ألف ذبذبة في الثانية، كما أن قوة الصوت أو شدته تؤثر تأثيراً ضاراً على أذن الإنسان إذا تعدت حدوداً معينة.
ولذلك: فإن كثيراً من العاملين في مجالات ذات درجة ضوضاء عالية وبعض الموسيقيين يصابون بالصمم نتيجة تعرضهم للأصوات الشديدة لفترة طويلة.
وتستطيع معظم الحيوانات أن تسمع الأصوات التي يكون كثير منها خارج المدى المسموع بواسطة الأذن البشرية، فالكلب مثلاً يستطيع أن يسمع الأصوات ذات التردد المنخفض بواسطة أجزاء حساسة عند الخطوط الجانبية من جسمه، وتستطيع الأسماك في الأحواض الزجاجية أن تسمع صدى حركتها منعكساً على زجاج الحوض فلا ترتطم به.
كما تتميز الطيور عموماً بسمع حاد قوي، أما الخفاش فلديه قدرة خاصة على استقبال الموجات الصوتية ذات الترددات العالية (ultrasounds) بواسطة أذنيه الكبيرتين، واللتين تتحركان في مختلف الاتجاهات بصورة مستمرة كأنها جهاز رادار يبحث عن تلك الموجات الصوتية.
فالخفاش لا يرى ولكنه يصدر أصواتاً ذات ترددات عالية ( تصطدم ) بكافة الأجسام من حوله ثم ترتد فيستقبلها بأذنيه، ويحدد بذلك أماكن الأجسام من حوله وأبعادها واتجاه حركتها وموقعه منها، مما يعتبر جهاز للاستشعار فائق الحساسية يمكن الخفاش من الطيران بسرعة في كل اتجاه دون أن يصطدم بشيء ودون الحاجة إلى ضوء يسترشد به.
وحين اهتدى الإنسان إلى هذا السر الذي أودعه الخالق سبحانه وتعالى في الخفاش، كان ذلك فتحاً علمياً كبيراً، وطفرة في عالم الصوتيات وتطبيقاتها المختلفة في السلم والحرب، فقد أدى إلى اكتشاف الرادار تقليداً ومحاكاة لذلك المخلوق الصغير الذي يعتبر كغيره آية من آيات الله سبحانه وتعالى في خلقه.
وتقف تلك القدرات العجيبة للبصر والسمح بجانب غيرها من القوى غير المعروفة لدينا وراء تلك القدرات العجيبة لكثير من الطيور والحشرات والحيوانات على الاتصال والحركة والهجرة والاستدلال على المواطن، مما تعجز قوى الإنسان عنه.
فالحمام الزاجل لا يضل طريقه ليلاً أو نهاراً، ولو ذهبنا به بعيداً عن موطنه مئات الأميال فإنه يعود إلى مكانه الأصلي بدقة متناهية، وهي قدرة كان لها من الأهمية درجة كبيرة كوسيلة للاتصال قديماً وحديثاً، وها هي الطيور المهاجرة لآلاف الأميال تعبر خلالها السهول والجبال والبحار وتقطع القارات ذهاباً وإياباً دون أن تضل طريقها أو تحيد عنه، وتستطيع النحلة أن تجد خليتها مهما طمستها الرياح في هبوبها وأخفتها الأتربة بين الأعشاب.
أما رحلة ثعبان الماء فهي من الغرابة بمكان، وذلك: أن ثعابين الماء تنطلق في رحلة تقدر أحياناً بآلاف الأميال، منطلقة من كل بحار العالم إلى مكان تجمعها في جنوب برمودا، حيث تغوص إلى الأعماق السحيقة هناك وتتكاثر وتنطلق صغارها عائدة إلى نفس الموطن الأصلي لأمهاتها، فلا الثعبان الأمريكي يعود إلى غير أمريكا، ولا الأوروبي إلى غير أوروبا، ولا تضل الثعابين الكبيرة أو الصغيرة طريقها في رحلة الذهاب أو العودة.
إنها ملاحية إلهية وهدى من الله لتلك المخلوقات العجيبة وآية من آياته التي لا تعد ولا تحصى.
إن أسماك السلمون الصغيرة تمضي سنوات في البحر ثم تعود كل منها إلى النهر الخاص بها، حتى إنها تصعد جانب النهر الذي يصب عند النهير الذي ولدت فيه، وإذا انتقلت إلى نهير آخر فإنها تشق طريقها ضد التيار قاصدة موطنها الأصلي.
هناك نوع من أنواع السلمون يدعوا سلمون المحيط يفقس في جداولِ الماء العذبِ ثم يهاجر إلى المحيطِ للنُضُوج. بعد أن ينضج، يَعُودونَ إلى موطنهم الأصلي في رحلة طويلة تمد مئات وربما آلاف الأميال ليقوموا بوضع البيوض ثم يموتون بعد ذلك، صورة لأحد أسماك السلمون وهو يسبح بعكس أتجاه النهر ليعود إلى موطنه الأصلي.
كما أن وسائل الاتصال بين الحيوانات والطيور وغيرها معددة وكثير منها حار الإنسان في فهمه وإدراك أسراره، فذكر الفراشة يستطيع أن يميزها وأن يجيبها من مسافات طويلة بطريقة لا نعرفها، وعندما تحرك حشرة ( النطيط ) الأمريكية ساقيها فيحتكان ببعضهما أو حين تحك جناحيها معاً فإن رفيقها يستجيب لها من مسافات تصل إلى نصف الميل.
إنها تهز ( آلاف الأطنان ) من الهواء ليصل نداءها إلى رفيقها.
إنها قدرات خارقة أودعها الخالق في مخلوقاته، وشاءت قدرته أن نطلع على أنواع منها لندرك عظمته وجلات خلقه، ولنعلم موقعنا بين المخلوقات، ولندرك فضل الله علينا إذ جعلنا خلفاء الأرض.
وقد يتميز الإنسان على كثير من مخلوقات الأرض ببعض قدراته، إلا أن الكثير منها يفوق الإنسان في نواحي عديدة فالإنسان القوي قد يستطيع أن يحمل ما يعادل وزنه مثلاً، إلا أنه لا يقارن بقوة النملة مثلاً والتي تستطيع أن تحمل ما يوازي وزنها خمساً وعشرين مرة.
فتخيل إنساناً وزنه ثمانون كيلو جراماً يحمل ما وزنه ألفان من الكيلو جرامات!!. لا شك إن ذلك لم يحدث ولن يحدث.
وقال: إن العنكبوت لو كان في حجم الإنسان لاستطاع أن يحمل حوالي ستين طناً وحده دون مساعدة.
ولا تسل عن قوة الحيوانات الأكبر حجماً من الإنسان، فالفيل العادي تعادل قوته مئة وخمسين رجلاً أو يزيد.
فالإنسان بذلك ليس أقوى من المخلوقات ولا يعد من بين الأقوياء فيها.
كذلك فليس الإنسان من أكثر المخلوقات تحملاً لظروف البيئة أو غيرها، فالإنسان لا يتحمل الجوع أو العطش إلا أياماً معدود بعدها، كما أنه لا يصمد للتغيرات الشديدة في درجات حرارة الجو المحيط به، وبالمقارنة بمخلوقات الأرض الأخرى.
نرى أن الكثير من الحيوانات في المناطق الباردة تظل أشهراً مدفونة تحت الثلوج فيما يعرف بالبيات الشتوي تعود بعده إلى سابق نشاطها وحيويتها، كما يستطيع الجمل أن يقاوم العطش ويتحمله أسابيع طويلة، ويمكن أن يظل الحصان أسابيع بدون طعام، كما يعيش العنكبوت ما يقرب من العام بدون طعام، بل إن مقدرة الإنسان على أن يستعيض ما يفقد من خلاياه محدودة جداً ومقصورة على الجروح البسيطة والتئام الكسور ولكن جسم الإنسان إذا فقد جزءاً من إصبعه أو عضواً من أعضائه فلا يمكنه استعاضته بالمرة، بينما يستطيع البرص مثلاً حين يفقد ذيله أن ينمو له ذيل غيره وبسرعة، وهي ظاهرة تتميز بها السحالي عموماً، كما تسارع دودة الأرض بصنع رأس لها إذا قطع رأسها، وإذا قطعت الدودة إلى نصفين.
عندما يحل الشتاء تلجأ الدببة الأمريكية السوداء إلى بعض الكهوف والجحور ويذهب إلى عملية نور طويلة تسمى بالسبات حيث يحصل على الطاقة من حرق الدهن المخزون في أجسادهم
فإن كل نصف منهما ينمو ليصبح دودة كاملة!! ويستطيع سرطان البحر عند فقد أحد مخالبه أن ينشط خلاياه ليتم استعاضة المخلب المفقود بآخر جديد في نفس مكانه وله نفس تركيبته، وهي كلها وغيرها قدرات يفتقدها الجسم البشري.
ورغم إمكانيات الإنسان وما يفعل لتنميتها بالرياضة والتدريب إلا أنها تظل محدودة وإن بدت لنا متطورة ومتميزة. فما وصل إليه الإنسان من سرعة في الجري، كما تدل مسابقات المائة متر وكسر حاجز العشر ثوان فيها، فإنها لا تقارن بسرعة النمر، الأمريكي التي تصل إلى ثمانين كيلو متراً في الساعة، أو إلى سرعة الصقر المنقض من السماء على فريسته والتي تصل إلى ثلاث مئة وثمانين كيلو متراً في الساعة، بل إن ما وصل إليه الإنسان من أرقام قياسية في القفز لا يمكن مقارنتها بقفزة بعض أنواع الضفادع التي تستطيع القفز مسافة عشرة أمتار أي: حوالي طولها مئة مرة، فتخيل إنساناً يستطيع أن يحقق قفزة طويلة طولها مئة وخمسون متراً، ناهيك عما تقوم به بعض الحشرات مثل الجراد والحشرات الصغيرة كالبراغيث من قفزات عملاقة بالنسبة لطولها وحجمها.
وقد يمكن مقارنة مقدرة الإنسان على التكاثر بمقدرة بعض الثدييات، مثل البقرة التي تستمر مدة الحمل عندها حوالي واحد وأربعين أسبوعاً، أو الفرسة حيث تستمر مدة الحمل عندها ثمانية وأربعين أسبوعاً، أو بأنثى الحوت أو أنثى الفيل حيث تطول تلك المدة إلى حوالي عشرين شهراً لتضع كل منها مولوداً في العادة.
إلا أن معظم الحيوانات والطيور والحشرات لها قدرة أكبر بكثير جداً على التكاثر حيث تقصر لديها مدة الحمل، ويزداد عدد المواليد أو البويضات، فمدة الحمل مثلاً عند الفأرة ثلاثة أسابيع فقط، وعند الأرنبة شهر واحد، وعند القطة حوالي شهرين، وكذلك عند الكلبة، وكل منها تضع أكثر من مولود في كل مرة.
أما في الكائنات الأصغر فالأصغر فإن الصورة تختلف تماماً حيث تضع تلك الكائنات آلاف البويضات يومياً، ولو تركت حرة التكاثر لغطت سطح الأرض في بضعة أيام.
إن الدودة المدورة كمثال تضع بضعة آلاف بيضة يومياً.
بينما تضع الأسماك ملايين من البويضات كل مرة، ولكنها مع ذلك لم تتكاثر بالدرجة التي تغطي على غيرها وتغير من توازن المخلوقات على الأرض.
ورغم قوة تحمل الكثير من المخلوقات وقدرتها على التكاثر والتحمل بدرجات تفوق إمكانيات البشر، فإن وجودها على الأرض لم يتفوق على الوجود البشري، ورغم ضخامة الكثير منها وطول أعمارها إلا أن السيادة للإنسان منذ أن انتقلت إليه بنزوله إلى الأرض لخلافتها وعمارتها، فلم تقدر الأحياء العملاقة على الأرض أن تجاري الإنسان أو تكون نداً له لذلك أخضعها لسلطانه، فلا الحوت الأزرق الذي يصل طوله إلى ثلاثة وثلاثين متراً ووزنه عشرات الأطنان، ولا ثعابين الأناكوندا التي بلغ طول الواحد منها عشرة أمتار، ولا التماسيح التي تتراوح أطوالها بين المتر والثمانية أمتار، ولا السلاحف العملاقة التي يصل وزن الواحدة منها إلى الطن وطولها إلى المترين، ولا استطاعت الأفيال العملاقة هي أو غيرها أن تساير الإنسان في عمارته للأرض وسيطرته على كل ما فيها تحقيقاً لخلافته لها.
أكثر من مليون نوع من الكائنات على الأرض استطاع الإنسان أن يتعرف عليها، ولا يعلم أعداد كل نوع منها إلا الله سبحانه وتعالى.
ستة آلاف من الزواحف، وثمانية آلاف نوع من المفصليات، وحوالي سبع مئة ألف نوع من الحشراتـ وأكثر من مئة ألف نوع من الرخويات، وأكثر من تسعة آلاف نوع من الطيور، وآلاف وآلاف غيرها من الأنواع لا يعلمها إلى الله، تسكن الأرض وتنتشر في جنباتها وتغوص في أعماقها ومائها، ويحملها هواؤها ونوع واحد فقط من الإنسان يقارب عدد أفراده ثلاثة ىلاف مليون، ويقف شامخاً بين تلك الأنواع جميعاً، صغيرها وكبيرها، قويها وضعيفها، قليلها وكثيرها، يقف بينها متميزاً قوياً بضعفه، مسيطراً بإمكانياته المحدودة وقدراته البدنية القاصرة، سيداً للجميع مسخراً للكثير منها بما آتاه الله من فضل تميز به عنهم جميعاً وميزه وتفرد به عنهم، ألا وهي الروح الإنسانية التي منحته القدرة الفريدة ليصير بحق ويستحق عن جدارة خلافة الأرض.
تلك الروح التي سيطرت على الجسم بغرائزه وإمكانياته وحاجاته، تلك الروح التي أعطت للجسم قوة الاستمرار حياً عاقلاً مفكراً مدبراً، تلك الروح التي حارت في كنهها العقول، والتي استأثر الخالق سبحانه وتعالى بأمرها كآية من آياته الكبرى.
إن ما وصل إليه الإنسان من علم ومعارف، وما أنجزه من أعمال، وما يتوقع أن يصل إليه من قدرات مستقبلية قد أشار إلى القرآن الكريم من ألف عام قرآناً يتلى في كل وقت، فهو في قوله تعالى: )يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان. فبأي آلاء ربكما تكذبان. يرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران (سورة الرحمن / الآيات: 33 ـ 35.
وكذلك في قوله تعالى: )وما أنتم بمعجزين في الأرض ولا في السماء (سورة العنكبوت / الآية: 22.
ويشير إلى مكتشفات العلم التي لا تنتهي في تركيب الإنسان: )وفي أنفسكم أفلا تبصرون(سورة الذاريات / الآية: 21.
إضافة إلى ما في الكون المحيط من آيات: )سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ( سورة فصلت: الآية: 21.
كما يشير إلى ما يحدث من جراحات ودراسات هندسة الأجنة وغيرها: )وقال: لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضاً ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله (سورة النساء الآيتان: 118 ـ 119..
وأخيراً يشير إلى ما سيصل إليه الإنسان من قدرات يظن عندها أنه أصبح الآمر الناهي المتحكم في الأرض ولكن: )حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهاراً فجعلناها حصيداً كأن لم تغن بالأمس (.
[1] – محاضرة ألقيت بالموسم الثقافي لعام 2000م الذي تقيمه جمعية الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
No comments:
Post a Comment